responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 230

وربمّا تغطي هاتان الموجتان جميع أنحاء الكرة الأرضية إلّاأنّهما غير مسموعتين من قبل الناس العاديين، والشخص الوحيد الذي يمكنه الاستماع هو الذي يستطيع تنظيم أمواج محطته مع الموجه الاولى‌ إذ يمكنه عند ذاك الاستغراق في سماع النغمات الممتعة، أمّا الذين ينظمون أمواج محطتهم مع الموجة الثانية فيلقون العذاب والشقاء وكان الفريق الأول في الجنّة والثاني في جهنّم، وسنشرح هذا الكلام عمّا قريب بإذن اللَّه.

وجاء في الآية الثالثة والأخيرة تعبير غني بخصوص عظمة الجنّة، وظاهر الآية يُخاطب به الرسول صلى الله عليه و آله: «وَاذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيتَ نَعِيماً وَمُلكاً كَبِيراً» [1].

وطرحت في تفسير الملك الكبير آراء متعددة تبلورت بصورة رئيسية حول محورين:

فقال جماعة: إنّ الملك الكبير إشارة إلى‌ سعة وعظمة الجنّة وما فيها من قصور وغرف وحدائق، ومن جملة ذلك ماورد في أحد التفاسير: «إنّ أدناهم منزلة ينظر في ملكه من مسيرة الف عام، وفي بعض الروايات لمسافة الفي سنة» [2].

واعتبره آخرون إشارة إلى‌ العظمة المعنوية للجنّة والمقامات الرفيعة لأهلها، ومن جملة ذلك: أنّ الملائكة لا يدخلون عليهم إلّابإذنٍ منهم، ويؤدّون لهم التحية والسلام، أو أنّ الفناء والزوال لا وجود له هناك، أو أنّ لكل واحد منهم هناك سبعين باباً [3].

وفسّر جماعة آخرون «الملك» بمعنى‌ الملكية، والبعض الآخر قالوا إنّه يعني الحاكمية.

وقال آخرون في تفسير «الملك الكبير» أنّه يعني «القرب إلى‌ اللَّه والشهود المعنوي‌


[1]. «ثَمّ» هنا ظرف مكان. و «رأيت» فعل لازم، وعلى‌ هذا يكون معنى‌ الآية: عندما تنظر هناك ترى‌ نعمة كبيرةوملكاً عظيماً. وبناءً على‌ التفسير الآخر يكون «رأيت» فعل متعدّ و «ثمّ» اسم إشارة للبعيد ومفعول به، فيكون مفهوم الآية: (إذا رأيت ذلك المكان رأيت نعيماً وملكاً كبيراً).

[2]. تفسير روح الجنان، ج 11، ص 352؛ و تفسير القرطبي، ج 10، ص 3669؛ و تفسير المعاني، ج 29، ص 161؛ و تفسير مجمع البيان، ج 9 و 10، ص 411.

[3]. تفسير البرهان، ج 4، ص 415؛ وتفسير مجمع البيان، ج 9 و 10، ص 411.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست