responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 104

على ظهرها تقول عمل كذا وكذا، ويوم كذا وكذا، وهذا أخبارها» [1].

وقال أبو سعيد الخدري: إذا كنت بالبوادي فارفع صوتك بالاذان فانّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: «لا يسمعه جنّ ولا انس ولا حجر ولا شجر إلّايشهد له» [2].

وأعطى‌ بعض المفسرين احتمالات اخرى في تفسير الآية: من جملتها أنّ الأرض تخبر عن قيام الساعة في هذه الأثناء وعندما يشاهد الإنسان زلزلة الساعة يقول: ما لها: «وَقالَ الإنِسان ما لَها» [3].

و ورد هذا الاحتمال أيضاً وهو أنّ الأرض تُحدِّث أخبارها بما أخرجت من أثقالها فتقول (هذا جسد فلان وهذا جسد فلان)، مشيرة إلى‌ الأبدان التي تلفظها.

ولكن التفسير الأول إضافة إلى‌ أنّه ينسجم مع سياق آيات السورة كذلك يتوافق مع الأحاديث الكثيرة المنقولة عن الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله.

ولقد وردت أحاديث كثيرة عن الإمام علي عليه السلام بخصوص شهادة الأرض على الصلاة وعلى تقسيم بيت المال: حيث قال: «صلّوا في المساجد في بقاع مختلفة فإنّ كل بقعة تشهد للمصلي عليها يوم القيامة» [4].

وهنا يطرح هذا السؤال: كيف تتحدث الأرض عن أخبارها؟ لقد أخذ بعض المفسرين بظاهر الآية فقالو: إنّ الأرض ستكون في ذلك اليوم وبقدرة اللَّه ذات إدراك وشعور وقدرة على النطق فهي تجيب عن الحوادث التي جرت على ظهرها ولا عجب من هذا الأمر، حيث: «وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِىَ الْحَيَوَانُ». (العنكبوت/ 64)


[1] تفسير مجمع البيان، ج 10، ص 526، ولقد ورد نفس هذا المعنى في تفسير القرطبي؛ وتفسير روح المعاني؛ وتفسير الكبير، ذيل الآية مورد البحث.

[2] تفسير مجمع البيان، ج 10، ص 526، العبارة الموضوعة بين الأقواس هي مطابقة لرواية تفسير روح البيان، ج 10، ص 493.

[3] تفسير القرطبي، ج 20، ص 149، ذيل الآية مورد البحث.

[4] لئالئ الأخبار، ج 5، ص 79.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست