عقيدة المشركين العرب في أنّ الملائكة بنات اللَّه، أجل، إنّها ومن أجل نفي
هذه الامور كلّها وأمثالها تقول: «لَمْ يَلِدْ
وَلَمْ يُولَدْ».
ومن المسلّم به أن يكون للوجود الذي له ولد أو والد شبيه ومثيل، لعدم إمكانية
إنكار الشبه بين الأب والإبن، وعليه لا يمكن أن يكون واحداً ولا مثيل له.
ولذا يقول بعد هذه الآية: «وَلَمْ
يَكُنْ لَهُ كُفُوَاً أَحَدٌ».
وعليه فإنّ الآيات الثلاثة من هذه السورة تؤكّد على أحدية اللَّه المقدّسة
ووحدانيته وعدم الشبيه والمثيل له، وبعبارة اخرى تكون كلّ آية في هذه السورة
تفسيراً للآية السابقة لها، وبمجموعها أوضحت مسألة التوحيد بشكل جامع وتامّ
وتجسّدت شجرة التوحيد الطيّبة بكلّ أغصانها وأوراقها.
توضيحات
1- المفهوم الدقيق لتوحيد الذات
يذهب الكثير إلى أنّ: معنى توحيد الذات هو أنّ اللَّه واحد وليس إثنين، وهذه
العبارة غير صحيحة وغير مطابقة لما ورد في الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام
في تفسير هذه الآيات، لأنّ مفهومها الواحد العددي (أي أن يتصوّر الثاني للَّهعزّوجلّ
ولكن لا وجود خارجي له) ومن المسلّم أنّ هذا كلام غير صحيح، والصحيح هو أن يقال:
إنّ توحيد الذات هو أنّ اللَّه واحد ولا يتصوّر له الثاني، وبعبارة اخرى: إنّ
اللَّه لا شبيه له ولا نظير ولا مثيل، فلا يشبهه شيء ولا هو يشبه شيئاً لأنّ هذا
الوجود اللامتناهي الكامل هو الذي يتّصف بهذه الصفة.
ولذا نقرأ في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام حينما سأل أحد أصحابه: أي
شيء أكبر من اللَّه؟ فأجاب: «اللَّه أكبر
من كلّ شيء»، ثمّ قال الإمام عليه السلام: «فكان ثَمَّ شيء فيكون أكبر منه؟!»، فقال: فما هو (ما المراد من هذه الكلمة)؟ فأجاب عليه السلام: «اللَّه أكبر من أن يوصف»[1].