responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 3  صفحة : 208

وكما أنّ‌ «أحد» استعمل في جملة ثبوتية كما في سورة البحث وآيات قرآنية اخرى‌ [1].

فالصحيح هو أن نقول بأنّ الإثنين يشيران إلى معنى واحد.

على كلّ حال، يعتقد بعض المفسّرين أنّ جملة (اللَّه أحد) هي أكمل وصف لمعرفة اللَّه يمكن أن يستقرّ في عقل الإنسان، لأنّ كلمة (اللَّه) تشير إلى الذات التي لها صفات الكمال كلّها وفي (أحد) إشارة إلى نفي الصفات السلبية كلّها [2].

والقرآن الكريم في إكمال هذه الآيات يقول: «اللَّهُ الصَّمَدُ» فهو إله قائم بالذات وغني ويقصده كلّ المحتاجين ويتوجّهون إليه.

وكلمة «صمد» كما في (مقاييس اللغة) لها أصلان: أحدهما يعني القصد، والثاني الصلابة والإستحكام، وعندما تستعمل بصدد اللَّه تعالى فإنّ معناها هو الغني المطلق الذي يتوجّه إليه كلّ المحتاجين، وتعني أيضاً الذات الواجبة الوجود والقائمة بذاتها.

ومن الممكن أن يرجع الأصلان إلى أصل واحد، لأنّ الذات المستحكمة والصلبة والقائمة بذاتها تكون غنيّة- طبعاً- وموضعاً لتوجّه جميع المحتاجين، وعليه فإنّ (صمد) يمكن أن يكون إشارة إجمالية إلى جميع الصفات الثبوتية والسلبية للَّه‌تعالى، ولعلّه لهذا الدليل ذُكرت معانٍ كثيرة ل (صمد) في الروايات الإسلامية حيث يشير كلّ واحد منها إلى إحدى صفات اللَّه‌ [3].

على أيّة حال، لا تخفى العلاقة بين هذه الآية والآية السابقة لها التي تتحدّث عن وحدانية اللَّه، لأنّ واجب الوجود والغني وحاجة جميع الموجودات إليه تستلزم أن يكون واحداً وأحداً.

وفي الآية اللاحقة تأكيد آخر على حقيقة التوحيد حيث ترد عقيدة النصارى في الآلهة الثلاثة (الأب، والإبن، والواسطة بينهما)، وتبطل عقيدة اليهود بأنّ عزير ابن اللَّه، كما تبطل‌


[1] الآيات: التوبة، 6؛ النساء، 43؛ مريم، 26؛ البقرة، 180؛ الكهف، 19؛ وآيات كثيرة اخرى.

[2] تفسير الكبير، ج 32، ص 180.

[3] راجع التفسير الأمثل، ذيل الآية 2 من سورة الاخلاص.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 3  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست