responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 239

الجزم بأنّ العلم والمعرفة نشأتا في جهات مختلفة عند المسلمين، وأنّ العلماء والفقهاء والأطباء والفلاسفة قد أبدَوا نبوغهم وإبداعهم في هذا المجال» [1].

وخلاصة الكلام، إنّ الكتب التّاريخية العالميّة العامّة، أو تلك الخاصّة بتاريخ الحضارة الإسلامية، قد ذكرت بوضوح اعترافات مؤرخي الشرق والغرب بتأثير النهضة العلميّة عند المسلمين على تأريخ وعلم وثقافة المجتمع البشري على المدى البعيد أو القصير، وتفصيل الكلام في ذلك يحتاج إلى كتاب مستقل، وما ذكر إنّما هو جانب مختصر من ذلك.

4- مقام المُعَلِّمِ في الإسلام‌

كما نعلم فإن التعلّمِ في نظر الإسلام واجب عيني، وقد يكون في بعض العلوم واجباً كفائياً، أي أنّ بعض العلوم يجب على الجميع تعلّمها، وأمّا ذلك القسم الذي يتميز بميزة تخصّصية وتعلّمة ليس ميسوراً للجميع، فهو واجب كفائي.

وكذلك الكلام في تعليم العلوم، فقسم من العلوم لابدّ أنْ يتم تعليمه للجميع من قبل الذين يحملون تلك العلوم، في حين أنّ تعليم البعض الآخر، واجب كفائي.

فعلى كل حال، فإنّ تَعلُّم وتعليم كلّ العلوم التي يرتبط بها قوام المجتمع البشري مادّياً ومعنويّاً لازم وضروري، سواءً كان واجباً عينيّاً أو كفائيّاً، ولهذا فإنّ أي مسلم لا يحق له أن ينفصل عن التّطورات العلميّة الحديثة، بل عليه ومن أجل تقوية أركان الحكومة الإسلاميّة، أنّ يبذل كل ما بوسعه لتعلّم وتعليم تلك العلوم، ولا شك في أنّ المسلمين لو قصّروا في هذا المجال وصاروا سبباً في تأخر الدّول الإسلاميّة عن المجتمع البشري، فإنّهم سيكونون مسئولين أمام اللَّه!

يعتبر القرآن المجيد أنّ المعلم الأوّل هو اللَّه عزّوجلّ، وأنّ التّلميذ الأوّل هو آدم عليه السلام، وأوّلُ عِلمٍ تعلمه آدم هو، علم الأسماء «ويحتمل قوياً أنّ المراد من ذلك هو الإطلاع على أسرار الخلقة وموجودات الكون».


[1] تاريخ الحضارة، جرجي زيدان، ج 3، ص 222.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست