responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 56

أشارت هذه الآية التي جاءت في أواخر سورة القصص إلى‌ قصة (قارون) ونقلت نصيحة علماء بني اسرائيل لكافة الناس، الذين تمنوا امتلاك ثروة قارون عند استعراضه لثروته.

فعندما شاهد أهل الورع من علماء بني اسرائيل تَعَلُّقَ الناس بالدنيا وحبهم الشديد لها وارتباطهم الوثيق بها خاطبوهم قائلين: ويلكم يا عبدة الدنيا! لا تخدعكم الثروة وبهارج الدنيا، فالجزاء الإلهي خير لكم في الدنيا والآخرة إن عملتم صالحاً وكنتم مؤمنين، لكن لا ينالُ هذا الثواب الإلهي إلّاالصابرون الرافضون الظلم والاغراءات المادية.

إنّ عبارة (اوتوا العلم) تدل بوضوح على‌ وجود علاقة بين (الورع والزهد) من جهة والعلم والمعرفة) من جهة اخرى، وأنّ العارفين بزوال الدنيا وحقارة الثروات المادية في قبال الجزاء الإلهي وخلود الآخرة، فانّهم لا ينخدعون بالماديات ولم يتمنوا ثروة قارون‌ [1].

21- التطور المادي مرهون بالعلم‌

«قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى‌ عِلْمٍ عِنْدِى‌». (القصص 78)

الكلام الذي ورد في الآية الكريمة قاله قارون الغني والمغرور والأناني عندما نصحه علماء قوم موسى‌، أَن استثمر ثروتك في مجال منافع العباد ولا تنسَ نصيبك من الدنيا، وأحسن لعباد اللَّه كما أحسنَ اللَّه اليك ولا تتخذ ثروتك وسيلة للفساد.

لكنه أجاب قائلًا: إنّي جمعت هذه الثروة بفضل علمي ومعرفتي.

والذي ينبغي ذكره هنا هو أنّ اللَّه لم ينفِ ادّعاءهُ هذا.

بل يقول تعالى‌: «اوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً». (القصص/ 78)


[1]. يقول الإمام الصادق عليه السلام: «إنَّ ممّا خاطب اللَّه به موسى‌ بن عمران قال: إنّ عبادي الصالحين زهدوا فيها بقدر علمهم بي». (بحار الأنوار ج 18، ص 339).

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست