responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر الامثل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 38

تتعلق بهم، ففي البداية تقول للرسول صلى الله عليه و آله: «وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى ءَايَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى‌ يَخُوضُوا فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ» [1]. ثم تخاطب الآية رسول اللَّه مؤكّدة أهمية الموضوع: «وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطنُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذّكْرَىْ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ». أي إذا أنساك الشيطان هذا الأمر وجلست مع هؤلاء القوم سهواً، فعليك- حالما تنتبه- أن تنهض فوراً وتترك مجالسة الظالمين.

سؤال: هل يمكن للشيطان أن يتسلط على النبي صلى الله عليه و آله ويسبب له النسيان؟

في الإجابة على هذا السؤال يمكن القول بأنّ الخطاب في الآية وإن يكن موجّهاً إلى النبي صلى الله عليه و آله فهو يتحدّث في الواقع مع أتباعه الذين يمكن أن ينسوا فيساهموا في اجتماعات المشركين الآثمة، فهؤلاء عليهم حال إنتباههم إلى ذلك أن يتركوا المكان، أنّ مثل هذا الأسلوب كثير الحدوث في حياتنا اليومية وموجود في مختلف آداب العالم، فأنت قد توجّه الخطاب إلى أحدهم ولكن هدفك هو أن يسمع الآخرون ذلك كما يقول المثل: إيّاك أعني واسمعي يا جارة.

الآية التالية

فيها إستثناء واحد، فإذا اشترك بعض المتقين في جلسات هؤلاء المشركين لكي ينهوهم عن المنكر على أمل أن يؤدّي ذلك إلى انصراف اولئك عن الإثم، فلا مانع من ذلك، وأنّ آثام اولئك لا تسجل على هؤلاء، لأنّ قصدهم هو الخدمة والقيام بالواجب:

«وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مّن شَىْ‌ءٍ وَلكِن ذِكْرَى‌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ».

وينبغي أن نعلم- في الوقت نفسه- إنّ الذين لهم أن يستفيدوا من هذا الاستثناء هم الذين تنطبق عليهم شروط الآية، فيكونون متميزين بالتقوى، وبعدم التأثّر بهم، وبالقدرة على التأثير فيهم.

6/ 70 وَ ذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَ لَهْواً وَ غَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَ ذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَ لَا شَفِيعٌ وَ إِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)


[1] «الخوض»: كما يقول الراغب الأصفهاني في «مفرداته» هو الدخول في الماء والمرور فيه، ثم استعير للورود في امور اخرى، وأكثر ما ترد في القرآن بشأن الدخول في موضوع باطل لا أساس له.

اسم الکتاب : مختصر الامثل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست