و اما كلمة «ما» في قوله استطعتم فتحتمل أيضا وجهين: الموصولة و المصدرية
المادامية.
فعلى الأول يراد بها كل شيء استطعتم من افراده، و على الثاني يكون المراد
الإتيان به ما دامت القدرة على تكراره باقية.
و الأول أظهر و ان كان متحدا مع الثاني في النتيجة.
بقي هنا كلام
و هو انه قد يتكلف لتصحيح الاستدلال بالحديث بإمكان استعمال لفظ الشيء في
قوله إذا أمرتكم بشيء في الأعم من المركب ذات اجزاء و الطبيعة ذات افراد فيكون
المراد من قوله «ما استطعتم» الأعم من الاجزاء الميسورة و افرادها كذلك، عند عدم
القدرة على الجميع، فيشمل القاعدة و مورد الحديث جميعا من دون اى محذور.
و ما قد يقال من لزوم محذور الجمع بين اللحاظين المتنافيين فان لحاظ الكل في
مقابل الاجزاء ينافي لحاظ الكلي في مقابل الافراد.
مدفوع بان استعماله في كليهما و ان كان كذلك الا ان استعماله في الجامع بين
الأمرين بمكان من الإمكان و اى جامع أوسع و أشمل من كلمة «شيء» الدال على مطلق
الموجود. فاذن لا مانع من الأخذ بالحديث في المقام.
و لكن مع ذلك كله لا يمكن المساعدة عليه فان استعمال الشيء في الجامع بل في
كل واحد منهما بعينه و ان كان جائزا- كما ذكرنا في