ومعلوم أنّه لا يوجد إنسان يستخدم الاختراعات الجديدة كالدراجة، والهاتف،
أجهزة التصوير، الكامبيوتر وأمثالها، على أساس أنّها أمر ديني واجب أو مستحب بل
يستخدمها كأمر عرفي مثل سائر أنواع الأطعمة والملابس وأشكال البناء المتغيّرة
بتغير الزمان والثقافة حيث ترتدي حلّة جديدة في كل عصر.
وبعبارة اخرى إنّ بعض الأعمال التي نقوم بها هي «أعمال عرفية» لا ترتبط بالشرع المقدّس من
قبيل الأمثلة المذكورة آنفاً: التنوع في الملبس، المركب، الأطعمة، الآداب والرسوم
ووسائل المعيشة والبيت وغير ذلك.
إنّ «البدعة» بمعنى التجديد المفيد في هذه الامور يعدّ عملًا جيداً وعلامة على
التقدم الحضاري للمجتمع البشري، وعلى هذا الأساس لا تكون الدراجة مركب الشيطان ولا
جهاز التصوير عين الشيطان، ولا جهاز الهاتف مفسدة للدين، ولا إقامة مراسم الاحتفال
لتخليد ذكرى رموز الدين، والتي تعدّ أمراً عرفياً، معصية وإثماً. فهذا يشيد إقامة
احتفال بمناسبة ولادة أحد أفراد الاسرة وأحياناً يقام الاحتفال بصورة جماعية لعالم
ديني كبير، وأعلى منه إقامة احتفال بمناسبة الميلاد النبوي الشريف وسائر أئمّة
الدين.