إنّ تحرُّك مؤسس المذهب الوهابي ينطلق للتصدي لكل بدعة، وهذا الأمر من الجهة المبدئية
لا تنكره سائر الفرق الإسلامية، لأنّ جميع الفرق والمذاهب ترفض البدع في الدين
بشكل عام [1].
ولكنّ هذا الرجل ارتكب خطأً فاحشاً في تفسير معنى البدعة ولهذا تحرك لمواجهة
كل شيء جديد.
والآن لنقف على معنى البدعة وما هو المقصود منها؟ هل أنّ كل ظاهرة جديدة وكل
ابداع جديد يعدُّ بدعة؟ ولذلك يجب التصدي لجميع مظاهر التمدن البشري واتخاذ موقف
سلبي منها، «كما نجد هذا المعنى في كلمات الأوائل من أتباع الوهابيه»، ومن هنا
فإنّهم ذهبوا إلى أنّ الدراجة الهوائية مركب الشيطان وكانوا يجتنبون رُكوب
[1]. نقرأ في حديث عن النبي الأكرم
صلى الله عليه و آله أنّه قال: «أَهْلُ البِدَعِ شَرُّ الخَلقِ وَالخَلِيقَةِ».
(كنز العمال، ح 10951) وقد جاء في حديث آخر عن الإمام علي عليه السلام قال: «مَا
أُحْدِثَتْ بِدعَةٌ إِلّا تُرِكَ بِها سُنَّةٌ». (شرح نهج البلاغة لابن أبي
الحديد، ج 9، ص 93) وهناك أحاديث كثيرة اخرى في هذا المضمار من كتب الفريقين.