responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : على مفترق طريقين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 100

مَرضاةِ اللَّهِ». ولكنهّم لم يرعوا هذه التوصية.

على أيّة حال هذه الآية الشريفة تذم هذه البدعة، وهي البدعة التي يقول عنها المؤرخون بدأت بعد عدّة قرون من حياة المسيح عليه السلام وبسبب حوادث تاريخية مؤسفة أدّت إلى هزيمة المسيحيين ولجوء أفراد منهم إلى الجبال والوديان حيث اختاروا العزلة والانزواء وتدريجياً ظهرت الرهبانية على شكل ظاهرة دينية، وفي البداية لجأ بعض الرجال من الزاهدين والتاركين للدنيا إلى أماكن يطلق عليها «الدير» ثم التحق بهم بعض النسوة التاركات للدنيا واخترن الحياة في «الدير» وهنّ «الراهبات».

ومن جملة التقاليد الخاطئة التي اقترنت بالرهبانية وشاعت بين الرهبان والراهبات، مسألة «ترك الزواج» بشكل مطلق وهو أمر يخالف السنّة الإلهية والطبيعة للبشرية وصار منبعاً للكثير من المفاسد وأشكال الانحراف.

ويتحدث المؤرخ المشهور «ول ديورانت» في تاريخه المشهور «قصة الحضارة» في بحث مفصّل حول الرهبان وسلوكياتهم، وضمن اعترافه بانضمام الراهبات إلى صومعات الرهبنة في القرن الرابع الميلادي شرعت ظاهرة الرهبانية في الازدهار والنمو حتى وصلت إلى الذروة في القرن العاشر للميلاد [1].

ورغم أنّ الرهبان والراهبات قدّموا خدمات اجتماعية متنوعة


[1] قصة الحضارة، ويل ديورانت، ج 16، ص 146.

اسم الکتاب : على مفترق طريقين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست