responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزهراء عليها السلام سيّد نساء العالمين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 84

12- أصدر ابن المتوكل و هو «المنتصر» أمراً برد فدك إلى‌ الحسن و الحسين عليه السلام ثانيةً.

مما لا شك فيه أن تنقل الأرض من يدٍ لأخرى‌، و التلاعب بأمرها في كل يومٍ من قبل السياسيين الحاقدين سيسبب هلاكها و خرابها بسرعة، و هو عين ما حدث لفدك، فسرعان ما خربت عمارتها و تيبست أشجارها و جفت ثمارها!

على‌ كل حال فإن هذه الانتقالات التي حصلت إنّما تدل على‌ حقيقةٍ محسوسةٍ ملموسة، ألا و هي أنَّ الخلفاء كانوا شديدي الحساسية تجاه فدك، فتصرف و موقف كلّ منهم إنما هو نابع مما تقتضيه مصلحته السياسية.

و كل ذلك تأكيد على‌ ما ذكرناه من أن لغصب فدك بعداً سياسياً أهم من بعده الاقتصادي، فمصلحتهم كانت تقتضي منهم أن يعملوا على‌ إبعاد أهل بيت الرسالة عليه السلام عن المجتمع الإسلامي، و التقليل من شأنهم و مكانتهم، و إظهار العداء لهم تارةً، و التقرب و التودد إليهم تارة أخرى‌ عن طريق ردِّ فدك إليهم و الذي تكرر لعدة مراتٍ عبر التأريخ.

إنّ أهمية فدك في أذهان عامة المسلمين محدودة، فما يذكره التأريخ هو أنّها لم تزل في أيديهم حتى‌ كان في أيام المتوكل، و كان فيها إحدى‌ عشرة نخلة غرسها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بيده، فكان بنو فاطمة يأخذون ثمرها، فإذا قدم الحجّاج أهدوا لهم من ذلك التمر فيصلونهم، فيصير إليهم من ذلك مال جزيل جليل. [1]


[1] شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد، ج 16، ص 217.

اسم الکتاب : الزهراء عليها السلام سيّد نساء العالمين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست