responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزهراء عليها السلام سيّد نساء العالمين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 161

أبداً في تقديم «شي‌ءٍ ذو مزايا عديدة» على‌ «شي‌ءٍ فاقدٍ لجميعها».

فهل يا ترى‌ سمعتم أن شخصاً عند انتخابه لمعلم ما، يقوم بترجيح الطالب على‌ الاستاذ؟ أو عند معالجة مرضٍ ما أن يفضِّل طبيباً عادياً قليل الخبرة على‌ طبيبٍ كبير عظيم الخبرة و التجربة؟ (دون أن تُؤخذ خواص أخرى‌ بنظر الاعتبار) عند انتخاب قائدٍ معيّن، إذا تجاهلنا ذوي التجربة و التدبير و الإدارة، و اتجهنا صوب الجدد ذوي التجربة القليلة، عندها سيشكّ الجميع بصحة عقولنا و سلامتها.

حتى‌ أولئك الذين لا يعتقدون بقبح هذه المسألة (ترجيع «المرجوح» على‌ «الراجح»)، لا يتجاهلون هذا المبدأ في أداء أعمالهم أبداً، بل يعملون دائماً على‌ ترجيح الأحسن. مثلًا عند شراءهم لفاكهةٍ معينة، فهل يتركون الجيد منها و يبتاعون الردى‌ء و غير الناضج منها؟ او عند اختيار صديقٍ ما، فهل يفضّلون الأشخاص الأشرار ذوي الصيت السيّ‌ء على‌ النزيهين و الأخيار؟ كما أن من المستحيل أن يُفضل الإنسان الماء الآسن على‌ الماء الزّلال، و إن وُجد شخص، يفعل ذلك فلا ترديد في كونه ناقص العقل.

نعم، تعمي و تصمّ المنافع المادية أحياناً بصر و سمع الإنسان بشكل تُنسيه منافعه الحقيقية، عندها يؤدي الإنسان عملًا يدفعه إلى‌ تقديم «المتأخّر» على‌ «المتقدم». و قد اعتمد القرآن الكريم على‌ هذا المعنى‌ في تأنيبه للكفار و المشركين الّذي لوّثوا أنفسهم بهذا العلم القبيح المرفوض، حيث نقرأ:

«أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمْ مَن لَا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَى‌ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ» [1].

تضيف السيدة الرشيدة و ابنة النبي الكريم صلى الله عليه و آله في هذا القسم (القسم‌


[1] سورة يونس، آية 35.

اسم الکتاب : الزهراء عليها السلام سيّد نساء العالمين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست