القسم الثالث
ألا هلمَّ فاستمع و ما عشت أراك الدهر عجباً، و إن تعجب فعجب قولهم:
ليت شعرى؟ إلى أي سنادٍ استندوا؟ و على أي عمادٍ اعتمدوا؟ و بأية عروةٍ تسمكوا؟ و على أية ذريةٍ أقدموا و احتنكوا؟!
«لَبِئْسَ المَوْلى و لَبِئسَ العشير» [1].
«و بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا» [2].
استبدلوا و اللَّه الذُّنابى بالقوادم، و العجز بالكاهل، فرغماً لمعاطس قوم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً. «الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون» [3]
و يحهم! «أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمْ مَن لَا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ» [4]
التفسير
ترجيح «المرجوح» على «الراجح»
لا يستطيع أيُّ امرىءٍ أن يقبل ترجيح «المرجوح» على «الراجح» ألا مَن يُنكر «الإستقلال العقلي». أو بتعبيرٍ أوضح فأنّ أي إنسانٍ لا يتردد
[1] سورة الحج آية 13.
[2] سورة الكهف، آية 50.
[3] سورة البقرة، آية 12.
[4] سورة يونس، آية 35.