ألا و قد قلت ما قلت على معرفةٍ مني بالخذلة التي خامر تكم و الغدرة التي
استشعرتها قلوبكم، ولكنها فيضة النفس، و نفثة الغيض (الغيظ) و خور القناة و بثة
الصدر و تقدمة الحجة.
فدو نكموها فاحتقبوها دبرة الظهر نقيبة (نقبة) الخف، باقية العار، موسومةٌ
بغضب اللَّه و شنار الأبد، موصولة بنار اللَّه الموقدة التي تطلع على الأفئدة،
فبعين اللَّه ما تفعلون.
و أنا ابنة نذيرٍ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ، فاعملوا «إِنَّا عَامِلُونَ
وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ» [3]
التفسير:
1- دور الأنصار الفاعل في تحقيق أهداف الإسلام
تشيد سيدة الإسلام عليها السلام في هذا القسم من حديثها بطائفة الأنصار،
موصفةً إياهم بالمجموعة المختارة و ساعد الإسلام القوي و حامي الرسول صلى الله
عليه و آله المخلص، كما أظهرت لهم الشكر و الثناء بسبب ما بذلوه في خدمة الرسول
صلى الله عليه و آله منذ دخوله المدينة و ما تحمَّلوه من عناءٍ و مصاعب