إيهاً بني قيلة! أأُهضم تراث أبي و أنتم بمرأى مني و مسمعٍ و منتدىً و مجمع؟
تلبسكم الدعوة و تشملكم الخبرة و أنتم ذو العدد و العدة و الأداة و القوة، و عذركم
السلاح و الجنة، توافيكم الدعوة فلا تجيبون، و تأتيكم الصرخة فلا تغيثون (تعينون)،
و أنتم موصوفون بالكفاح، معروفون بالخير و الصلاح، و النخبة التي انتخبت و الخيرة
التي اختيرت.
قاتلتم العرب، و تحملتم الكد و التعب، و ناطحتم الأمم و كافحتم البهم، لا نبرح
أو تبرحون، نأمركم فتأتمرون، حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام و در حلب الأيام، و
خضعت نعرة الشرك، و سكنت فورة الأفك، و خمدت نيران الكفر، و هدأت دعوة الهرج، و
استوثق (و استوسق) نظام الدين!
فأنى حرتم بعد البيان؟ و أسررتم بعد الإعلان؟ و نكصتم بعد الإقدام؟