غير مشروعة و فاسدة. و على سبيل المثال: فإنّ الطائرة وسيلة نافعة و مريحة
للمسافرين و زوّار بيت الله الحرام، فإنّها تنقل الحجّاج و المسافرين في أقصر مدّة
ممكنة و بطريقة مريحة إلى أرض الوحي، في حين أنّ السّفر في قديم الأزمان لم يكن
يخلو من المشقّة الشّديدة، و الصعوبات الكبيرة، و الأخطار المحيطة بمثل هذه
الأسفار، فلو أنّ البعض أخذ يسئ الاستفادة من هذه الوسيلة المفيدة و النّافعة، و
يحولها إلى آلة حربيّة قتّالة و قاذفة قنابل تدمّر المدن على رءوس أهلها، و تهدم
المدارس و المستشفيات و المكتبات و المساجد و المعابد و تقتل الأبرياء، فهذا لا
يكون دليلا على بطلان هذا الاختراع من الأساس، و لا أحد يقول: إنّ الطائرة بسبب
هذه المعطيات السلبية تفتقد إلى المشروعيّة. فعلى هذا، لا يكون الاستفادة السلبيّة
من البنوك و تبديلها في عالمنا اليوم إلى وسيلة لاستثمار الشعوب و استغلالها،
سبباً في استحالة ماهيّة البنوك و صيرورتها غير شرعيّة.
و خلاصة الكلام، أنّه لو تمّت الاستفادة من البنوك و الانتفاع بها بالشّكل
الصحيح، و أضحت البنوك سليمة و إسلامية، فإنّها ستكون من ضروريّات المجتمع البشري
في العصر الحاضر، و مصداق قوله تعالى (وَ
تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوى). أجل،
إذا لم يكن البنك إسلاميّاً، و لم يقم على أسس اقتصاديّة سليمة، فإنّه سيغدو خطراً
جدّاً، و يشكل أحد المعضلات الاقتصاديّة و الاجتماعيّة،