responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الربا و البنك الاسلامي المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 12

و يخلخل أواصر الروابط الاجتماعية، و يقود المجتمع نحو الفساد و الانحطاط، لأنّ مردودة التخريبي لا يقتصر على الفرد المرابي فحسب، بل يسري شرره إلى سائر أفراد المجتمع، و سوف يحترق المرابون أنفسهم بنار الفقر التي أوقدوها للآخرين، و يحرقون معهم زبائنهم و من يتعامل معهم، و من العسير في الواقع العملي أن يعيش أفراد المجتمع المنحط و المتردّي في أودية الرذيلة سعداء.

و كيف كان، فإنّ صدر الآية الشريفة هو بمثابة تقريع و تهديد للمرابين، و آخرها- يعني عبارة (وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ)- فيه إشارة واضحة و دلالة بيّنة على حرمة الرِّبا، لأنّ في هذا المقطع من الآية الكريمة ينسب القرآن الكريم الكفر للمرابين، و كذلك ينسب إليهم سمة (الأثيم) التي تؤكد معنى الكفر.

3 و 4- في الآيات- 278- و- 279- من سورة البقرة

نلاحظ مسألة تحريم الرِّبا بوضوح أشدّ و أكثر، فأوّلا يتوجه القرآن الكريم في حديثه إلى جميع المؤمنين، و يؤكد لهم الأمر الإلهي في النهي عن الرِّبا (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).

و الجدير بالذكر أنّ الآية الكريمة تخاطب المؤمنين في بدايتها، و كذلك في آخر الآية تشير إلى أنّ ترك الرِّبا يعدّ من علائم الإيمان بعد الأمر بجملة (ذَرُوا)، و الأمر يدلّ على الوجوب و خاصّة، بعد إلحاقها بعبارة (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).

هذه الآية نزلت في وقت كان الرِّبا قد حطّ بجرانه و خيّم بظلامة على‌

اسم الکتاب : الربا و البنك الاسلامي المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست