responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الربا و البنك الاسلامي المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 11

(يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَ يُرْبِي الصَّدَقاتِ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ).

هذه الآية تؤكد على أنّ الله تعالى يمحق الرِّبا و يمسخ بركته و يبطل نفعه و يساعد المستضعفين و الفقراء و المحتاجين و ينمي الإنفاق في سبيل الله و يزيده و يبارك عليه.

(يمحق) من مادّة (مَحَقَ) بمعنى النقصان أو الهلاك، و لذا يطلق على آخر الشهر (المِحاق)، لأنّ الهلال يكون في هذا الوقت ضعيفاً جدّاً إلى درجة أنّه يختفي عن الأنظار.

هناك بحث في أوساط كبار المفسّرين حول هذه الآية الشريفة بالنسبة إلى المقصود من محق الرِّبا، و هل إنّ المراد به هو فناء العوائد الحاصلة من الرِّبا في هذه الدنيا، أو أنّه إشارة إلى عدم فائدتها في الآخرة و إن تمّ إنفاقها في سبيل الله و صرفت في موارد الخيرات ظاهراً؟ كلا المعنيين يمكن أن يكون صحيحاً، لأنّ التجربة أثبتت أنّ الأموال الحاصلة من الرِّبا ليس لها ثبات و دوام، و لا بركة فيها، و أنّ مصير المرابين سوف يكون تعيساً، و عاقبتهم مزرية و سيئة للغاية في الحياة الدنيا.

أمّا مصيرهم في الآخرة فواضح، فعلى فرض أنّ تلك الأموال أنفقت في سبيل الله فإنّها لا تكون مثمرة، و لا تعود عليهم بالخير و البركة في حياتهم الأخرويّة، لأنّ الله تبارك و تعالى لا يتقبّل إلّا الأموال الطاهرة و الحلال، كما بيّنه المبدأ القرآني‌ (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [1].

إنّ أدنى معطيات الرِّبا هي أنّه يدفع بصاحبه إلى هوّة الفقر و المسكنة،


[1] سورة المائدة: الآية، 27.

اسم الکتاب : الربا و البنك الاسلامي المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست