و في كل مجتمع؟ و هل على المسلمين في هذا العصر مثلًا و في مختلف البلدان أنَّ
يطيعوا حكّامهم بدون قيد و لا شرط؟ (كما يقول بعض مفسري أهل السنة.).
إنَّ هذا التفسير لا ينسجم مع أي منطق، إذ أنَّ أكثر الحكّام في مختلف العصور
كانوا حكاماً منحرفين ملوثين بالاثم و يتبعون الظلم و الظالمين.
فهل المقصود اذن إطاعة الحكام على شرط أنْ لا يكون حكمهم مخالفاً لاحكام الاسلام؟
هذا أيضاً لا ينسجم مع اطلاق الآية.
فهل المقصود هم صحابة الرسول صلى الله عليه و آله؟ هذا المفهوم أيضاً لا
يتلاءم مع المفهوم العام الذي تنطوي عليه الآية و الشامل لمختلف العصور.
بناء على ذلك يتبين لنا بوضوح ان المقصود هو القائد المعصوم الموجود في كل عصر
و زمان، فهو الذي تجب اطاعته بدون قيد و لا شرط، و أمره كأمر اللَّه و رسوله، واجب
التنفيذ.
إنَّ الاحاديث الكثيرة الواصلة الينا من مصادر اسلامية متعددة بهذا الشأن و
التي تفسر «أولي الأمر» بالامام علي عليه السلام و الأئمّة المعصومين عليهم
السلام، دليل آخر يؤيد هذا الادعاء. [1]