responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخطوط الاساسيه للاقتصاد الاسلامى المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 54

و كما أشرنا في البحوث المرتبطة بدوافع ظهور الدين، فإنّ هذه المفاهيم (الزهد، والتوكل، وطول الأمل، وأمثال ذلك ...) قد تعرضت للمسخ والتحريف واختلطت مفرداتها بالمزاجات الشخصية لقصيري النظر بحيث أدّى ذلك إلى تشويه هذه المفاهيم البنّاءة في أذهان الناس تماماً، وأخذ بعض المتظاهرين بالاسلام بجعل هذه المفاهيم غطاء يخفي وراءه نقائصه وكسله وقصر نظره.

و لا نرى‌ من صعوبة في إدراك مراد الشارع من هذه المسائل لم أراد الواقع.

فمثلًا عندما نواجه الرواية التالية: عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قول اللَّه تعالى:

« «وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوكلونَ» قال: الزارعون». [1]

ندرك فوراً أنّ التوكل لا يعني الانزواء وعدم النشاط وترك العمل والسعي فالمزارعين هم أكثر طبقات المجتمع نشاطاً وكفاحاً.

و عندما نقرأ قصة غزوة «حمراء الأسد» التي حصلت بعد معركة أحد التي مُني الجيش الإسلامي فيها بخسارة فادحة، نجد أنّ جيش المسلمين جمع قواه مرّة أخرى لمواجهة الضربة الثانية التي ينوي العدو توجيهها للمسلمين وقد اشترك في هذه الغزوة حتى جرحى معركة أُحد، ومن أجل أن يظهروا للآخرين استعدادهم للاستماتة والتضحية حتى آخر قطرة دم، جعلوا مجموعة من جرحى غزوة احد في الصفوف الأمامية.

و قد أثنى القرآن الكريم على هذا الجيش بالتعبير التالي:

«الَّذِينَ قَالَ لَهُم النّاسَ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوهُم فَزَادَهُم إِيماناً


[1] وسائل الشيعة، ج 12، ص 25.

اسم الکتاب : الخطوط الاساسيه للاقتصاد الاسلامى المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست