لم يقبل
الإسلام أي عذر وذريعة في مسألة التهرب من السعي والجد والعمل، فلا بدّ للجميع من
العمل حتى تصل الثورة إلى مقاصدها وعلى الجميع المساهمة في هذه النهضة الكبرى كلٌّ
حسب مسعاه.
قلنا إنّ
العمل هو جهاد اجتماعي وديني كبير، وهذا البحث تناولناه سابقاً وعلمنا تأكيد
الإسلام هذه المسألة الحياتية والأساسية.
و قد يطرح
هنا سؤال مهم هو: أليس هناك تناقض بين هذه التعاليم الإسلامية الحيوية وبين ما جاء
في الآيات والروايات التي تأمر بالتحلي ب «الزهد» و «التوكل» و «الابتعاد عن الركض
وراء الآمال العريضة» و «عدم العناية بالأمور الدنيوية»؟ فقد حدّث البعض نفسه.
بل إنّ بعض
الأفراد يقولون إنّنا عندما نقرأ هذه الآيات والروايات يضعف فينا الدافع نحو العمل
والسعي والنشاط فنحذر أن تكون من طلاب الدنيا فنحشر في زمرتهم.
و الحقيقة
أنّ غياب الثقافة الإسلامية المتكاملة التي تمتلكها الأمّة والتي تسلّط الضوء على
كافة المفاهيم هي التي تؤدّي إلى ظهور مثل هذه التناقضات.