إنّ المال يمكنه فقط أن يكون وسيلة لانتقال القيمة وليس بضاعة مربحة لأنّ هذا
الأمر يُعدّ تحريفاً في فلسفة وجود المال وقد أجمعت الأديان على حرمة الربا.
لقد أشرنا في البحوث السابقة إلى حقيقة أنّ أي شيء يتمتع بالقداسة بين الأمم
والشعوب المختلفة هو دليل على تميزه بجذور فطرية، وهذا ما يصدق على الربا تقريباً
(لندع جانباً الأفكار الشائعة في عالمنا اليوم والتي غيبت الكثير من الجوانب
الفطرية ونظرت إليها بعين الاستهزاء والسخرية وهذا الفقدان للذات المتولّد لدى
الإنسان المعاصر حديث ذو شجون).
و على هذا الأساس لا يقتصر تحريم الربا على الإسلام وإنّما له جذور في الشرائع
والملل السابقة أيضاً.
فانّ مطالعة لكتب العهد القديم (كتب التوراة) تدل على أنّ هذا العمل يُعتبر
قبيحاً وسيئاً في الديانتين اليهودية والمسيحية (حيث إنّ المسيحيين يعترفون
بالتوراة أيضاً):
فقد جاء في الفصل 25 من سفر لاوي أحد أسفار التوراة: