responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فقهية هامة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 365

في ذهن البشر، فأخذوا يبحثون عن شي‌ء ذي مميّزات ثلاث:

ألف- كونه مقبولًا عند عامة الناس بحيث يمكن لهم أن يقضوا حاجاتهم المعاملية معه.

ب- كونه سهل الانتقال من مكان إلى آخر.

ج- كونه غير قابل للفساد.

و هذه الميزات كانت مجتمعة في الذهب و الفضة، فقطعوها إلى قطعات صغيرة و جعلوا عليهما نقوشاً مختلفة دالّة على رواجها في مملكة معيّنة و اعتبارها فيها، و هكذا ظهرت الحاجة إلى سَكُّ النقود (ضرب السكة)، و سمّى النقد المصنوع من الذهب ديناراً، و من الفضة درهماً، و إنّما صنع الأوّل للمعاملات الضخمة، و الثّاني للصغيرة، ثمّ لمّا احتاجوا إلى نقود أصغر من الدرهم، اخترعوا قطعات نقد من النحاس، و مضت على ذلك أزمنة طويلة إلى أن برزت مشكلة أخرى و هي لزوم مقادير كثيرة من الدرهم و الدينار للمعاملات الضخمة و صعوبة حملها في الأسفار، و قد قارن هذا الأمر، ظهور صنعة الطبع و اختراع أنواع مختلفة من القرطاس، فاستفادوا منه كأداة للمبادلات و بما أن القرطاس لم يكن بنفسه ذا مالية معتنى بها، جعلوا له رصيداً معيناً و طبعوا قطعات مختلفة منه مع الختم و التوقيع و التشريفات الرسمية لئلّا يغش فيه.

و هكذا ظهرت النقود الورقية و بقيت رائجة في مختلف الدول إلى يومنا هذا، و قد عرفت قدرة الحكومة و التزامها بتنفيذ المبادلات بواسطة هذه النقود يعدّ أهمّ رصيد لها، و إن يوجد في جنبها بعض الأرصدة الأخرى، كالثروات القومية و سبائك من الذهب و الفضة، لكنّها لا تعادل دائماً مقدار النقود الموجودة في المملكة، لكن هذا لا يعني أنّ للحكومة حق طبع أي كمّية من هذه النقود و نشرها بين الناس لأن‌

اسم الکتاب : بحوث فقهية هامة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 365
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست