7- بل جميع الآيات التي وقع الخطاب فيها بلفظ «يا أَيُّهَا النَّاسُ»*، و هي أكثر من عشر آيات.
فإنّ هذه الآيات شاملة لجميع آحاد الناس إلى يوم القيامة في مختلف أنحاء
المعمورة من غير فرق بينهم من حيث اللون و الجنس و غير ذلك.
بل قد يقال: إنّها شاملة لمن يسكن سائر الكواكب من أهل السماوات لو كان لها
سكّان كالبشر، كما عساه يظهر من بعض الآيات و الروايات التي ليس هنا موضع بحثها.
الطائفة الثانية: ما دلّ على خاتمية الرسالة الإسلامية و أنّه (صلى الله عليه
و آله) خاتم الأنبياء، و هذه الطائفة أوضح ممّا تقدّم في عمومها بالنسبة إلى عموم
الزمان، من قبيل قوله تعالى (ما كانَ
مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَ خاتَمَ
النَّبِيِّينَ)[2].
الطائفة الثالثة: ما دلّ على كمال الدين و تمامية الشريعة و استيعابها لجميع
الأحكام التي ينبغي أن تشرّع، نحو قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)[3].
و حاصل ضرب هذه الآيات بعضها في بعض هو أنّ الشريعة قادرة على تلبية حاجات
البشر التشريعية و تغطية كلّ ساحة الحياة في أي مقطع زمني و في أية بقعة من أقطار
الأرض سواء في المسائل العبادية و الروحية أو الأمور التربوية و الأخلاقية أو
الحقوق الاقتصادية أو الحقوقية، و سواء تعلّقت بالفرد أو المجتمع أو الدولة.