بالمعروف نسأل اللّه التوفيق لهذه المراتب (انتهى) [1].
و «رابعة» في أنّ نائب الغيبة يقوم مقام الإمام عليه السّلام في جواز
الاستيذان منه في المراتب الأربع.
و قبل التكلم في هذه المقامات لا بدّ من ذكر روايات الباب، ليعلم أحكام
الجزئيات منها فنقول و منه سبحانه نستمد التوفيق و الهداية:
1- منها ما رواه جابر عن الباقر عليه السّلام (في الحديث) قال: «فانكروا
بقلوبكم و الفظوا بألسنتكم، و صكوا بها جباههم و لا تخافوا في اللّه لومة لائم»
الحديث [2].
2- و منها ما رواه الرضي: و قد قال عليه السّلام في كلام له يجرى هذا المجرى:
«فمنهم المنكر للمنكر بقلبه و لسانه و يده فذلك المستكمل لخصال الخير، و منهم
المنكر بلسانه و قلبه، التارك بيده، فذلك متمسك بخصلتين من خصال الخير و مضيع
خصلة» الحديث [3].
3- و منها ما رواه الطبري مرسلا في تاريخه عن عبد الرحمن ابن أبي ليلي عن علي
عليه السّلام قال: «أنّي سمعت عليا عليه السّلام يقول يوم لقينا أهل الشام: أيّها
المؤمنون أنّه من رأى عدوانا يعمل به و منكرا يدعى إليه فأنكره بقلبه، فقد سلم و
برئ، و من أنكره بلسانه فقد أجر، و هو أفضل من صاحبه، و من أنكره بالسيف لتكون
كلمة اللّه العليا و كلمة الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى و قام على
الطريق و نور في قلبه اليقين» [4].
4- و منها ما عن أبي حجيفة عن علي عليه السّلام: يقول «إن أول ما تغلبون عليه
من الجهاد، و الجهاد بأيديكم، ثم بألسنتكم، ثم بقلوبكم، فمن لم يعرف بقلبه معروفا
و لم ينكر منكرا قلب، فجعل أعلاه أسفله و أسفله أعلاه» [5].
5- و منها ما عن تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السّلام فقد صرح في ذيله
بهذه المراتب الثلاث [6].