responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 54

الاستفادة من الوعود و الأمنيات الكاذبة التي يطلقونها بمختلف الحيل، فهؤلاء الشياطين يعدّون مجموعة ماهرة و متمكنة من علماء النفس لغواية الناس البسطاء منهم و الأذكياء، كلا بما يناسب وضعه، ففي بعض الأحيان يصورون لهم حالهم بأنّهم سيصبحون قريبا من الدول المتمدنة و الكبيرة، أو أنّ شبابهم لا مثيل له، و يستطيع الشباب في بلدانهم أن يصل من خلال إتباعه برامجهم إلى أوج العظمة، و هكذا في بلدانهم يغرقوهم في هذه الخيالات الواهية التي تتلخّص في جملة وَ عِدْهُمْ‌.

في أحيان أخرى يسلك الشياطين طريقا معكوسة، إذ يصوّرون للبلد بأنّه لا يستطيع مطلقا مواجهة القوى الكبرى، و أنّهم متأخرون عن هذه القوى بمائة عام أو أكثر، و بهذا الأسلوب تزرع المبررات النفسية لاستمرار التخلف و عدم انطلاق جهود البلد الضعيف نحو العمل و البناء الحقيقي.

بالطبع هذه القصّة لها بدايات بعيدة، و طرق نفوذ الشيطان فيها لا تنحصر بواحد أو اثنتين.

و لكنّ (عباد اللّه) الحقيقيين و المخلصين، و بالاتكاء على الوعد القرآني القاطع بالنصر، و الذي تضمنته هذه الآيات، سيقومون بمحاربة الشياطين و لا يسمحون بالتردد يساور أنفسهم، و هم يعلمون- برغم الأصوات الكثيرة للشياطين- أنّهم سينتصرون، و إنّهم بصبرهم و صمودهم و بإيمانهم و توكلهم على اللّه سوف يفشلون الخطط الشيطانية، و ذلك قوله تعالى: وَ كَفى‌ بِرَبِّكَ وَكِيلًا.

3- أمّا لماذا خلق اللّه الشيطان؟ فقد بحثنا ذلك في الآية (39) من سورة البقرة. و فيما يخص وساوس الشيطان و أشكالها و لبوساتها، و معنى الشيطان في القرآن، فقد بحثنا كل ذلك في ذيل الآية (13) من سورة الأعراف. و الآية (39) من سورة البقرة من هذا التّفسير.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست