و كما قلنا، فإن ظاهر الآية أنّ موسى عليه السّلام قد أمر بخلع نعليه احتراما
لتلك الأرض المقدسة، و أن يسير بكل خضوع و تواضع في ذلك الوادي ليسمع كلام الحق، و
أمر الرسالة.
إلّا أنّ بعض المفسّرين قالوا تبعا لبعض الرّوايات: إنّ سبب ذلك هو أن جلد ذلك
النعل كان من جلد حيوان ميت.
إنّ هذا الكلام إضافة إلى أنّه يبدو بعيدا بحد ذاته، لأنّه لا دليل على أن
موسى عليه السّلام كان يستعمل مثل هذه الجلود و النعال الملوثة، فإن الرّواية التي
رويت عن الناحية المقدسة، صاحب الزمان- أرواحنا له الفداء- تنفي هذا التّفسير نفيا
شديدا [1]. و
يلاحظ في التوراة الحالية أيضا، سفر الخروج، الفصل الثّالث، نفس التعبير الذي يوجد
في القرآن.
البعض الآخر من الرّوايات يشير إلى تأويل الآية و بطونها: «فاخلع نعليك:
أي خوفيك: خوفك من ضياع أهلك، و خوفك من فرعون» [2].
و
في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السّلام فيما يتعلق بهذا الجانب و الزمن من
حياة موسى عليه السّلام حيث يقول: «كن لما لا
ترجوا أرجى منك لما ترجو، فإن موسى بن عمران خرج ليقبس لأهله نارا فرجع إليهم و هو
رسول نبي» [3]!
و هي إشارة إلى أن الإنسان كثيرا ما يأمل أن يصل إلى شيء لكنه لا يصل إليه،
إلّا أن أشياء أهم لا أمل له في نيلها تتهيأ له بفضل اللّه.
و قد نقل هذا المعنى أيضا عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام [4].