responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 490

و يستفاد هذا المعنى أيضا من بعض الرّوايات الأخرى. و كذلك التعبير العميق المعنى للصراط، و الذي ورد في روايات متعددة بأنّه جسر على جهنم، و أنّه أدق من الشعرة و أحد من السيف، هذا التعبير شاهد آخر على هذا التّفسير [1].

أمّا ما يقوله البعض من أن الآية (101) من سورة الأنبياء: أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ‌ دليل على التّفسير الأوّل، فلا يبدو صحيحا، لأن هذه الآية مرتبطة بمحل إقامة و مقر المؤمنين الدائمي، حتى أنّنا نقرأ في الآية التالية لهذه الآية:

لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها فإذا كان الورود في آية البحث بمعنى الاقتراب، فهي غير مناسبة لكلمة مُبْعَدُونَ‌ و لا لجملة لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها.

جواب عن سؤال:

السؤال الوحيد الذي يبقى هنا، هو: ما هي الحكمة هذا العمل؟ و هل أن المؤمنين لا يرون أذى و لا عذابا من هذا العمل؟

إنّ الإجابة على هذا السؤال- التي وردت في الرّوايات حول كلا الشقين- ستتضح بقليل من الدقة.

إنّ مشاهدة جهنم و عذابها في الحقيقة، ستكون مقدمة لكي يلتذ المؤمنون بنعم الجنة بأعلى مراتب اللذة، لأن أحدا لا يعرف قدر العافية حتى يبتلى بمصيبة (و بضدها تتمايز الأشياء) فهناك لا يبتلى المؤمنون بمصيبة، بل يشاهدون المصيبة على المسرح فقط، و كما قرأنا في الرّوايات السابقة، فإنّ النّار تصبح بردا و سلاما على هؤلاء، و يطغى نورهم على نورها و يخمده.

إضافة إلى أنّ هؤلاء يمرون على النار بكل سرعة بحيث لا يرى عليهم أدنى أثر، كما

روي النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال في حديث: «يرد الناس ثمّ يصدون بأعمالهم،


[1]- تفسير نور الثقلين، ج 5، ص 572 ذيل آية إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ الفجر، 14.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 490
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست