طبقا لنقل كثير من المفسّرين، فإنّ إدريس جدّ سيدنا نوح عليه السّلام و اسمه
في التوراة (أخنوخ) و في العربية (إدريس)، و ذهب البعض أنّه من مادة (درس) لأنّه
أوّل من كتب بالقلم، فقد كان إضافة إلى النّبوة عالما بالنجوم و الحساب و الهيئة،
و كان أوّل من علم البشر خياطة الملابس.
لقد تحدث القرآن عن هذا النّبي الكبير مرّتين فقط، و بإشارة خاطفة:
إحداهما هنا في هذه الآيات، و الأخرى في سورة الأنبياء الآية 85- 86، و قد
ذكرت حياته بصورة مفصلة في روايات مختلفة نشك في صحة أكثرها، و لهذا السبب اكتفينا
بالإشارة أعلاه.
2- من هم الذين أَضاعُوا الصَّلاةَ
نقرأ
في حديث ورد في كثير من كتب علماء أهل السنة، أن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عند ما تلا هذه الآية قال: «يكون خلف
من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا، ثمّ يكون خلف
يقرءون القرآن لا يعدو تراقيهم، و يقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن، منافق، و فاجر» [1].
ينبغي الالتفات إلى أنّنا إذا اعتبرنا هجرة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم مبدأ الستين سنة، فإنّه ينطبق تماما على الزمن الذي تربع فيه يزيد على كرسي
الحكم، و استشهد فيه سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السّلام و أصحابه، و يشير
الحديث بعد ذلك إلى بقية فترة بني أمية و فترة بني العباس الذين كانوا قد اقتنعوا
من الإسلام بالاسم، و من القرآن باللفظ، و نعوذ باللّه أن نكون من هذا الخلف
المنحرف.