وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ
صِدِّيقاً نَبِيًّا (41) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا
يَسْمَعُ وَ لا يُبْصِرُ وَ لا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (42) يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ
جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا
(43) يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ
عَصِيًّا (44) يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ
فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا (45)
التّفسير
إبراهيم و منطقه المؤثر و القاطع:
انتهت قصّة ولادة المسيح عليه السّلام و قد تضمنت جانبا من حياة أمّه مريم، و
بعدها تزيح هذه الآيات- و الآيات الآتية- الستار عن جانب من حياة بطل التوحيد
إبراهيم الخليل عليه السّلام، و تؤكّد على أنّ دعوة هذا النّبي الكبير- كسائر
المرشدين الإلهيين- تبدأ من نقطة التوحيد، فتقول أوّلا: وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ
صِدِّيقاً نَبِيًّا.
كلمة (الصدّيق) صيغة مبالغة من الصدق، و تعني الشخص الصادق جدّا،