يبعث فيه، و أن يمن عليه في هذه المراحل الثلاثة بالشعور بالأمن و الطمأنينة!
2- منزلة الأم
بالرغم من أنّ المسيح عليه السّلام قد ولد بأمر اللّه النافذ من امرأة بدون
زوج، إلّا أنّ ما نقرأه في الآيات- محل البحث- عن لسانه، و الذي يعدّ فيه «ضمن
تعداده لميزاته و أوسمته» برّه بأمه، دليل واضح على أهمية مقام الأم، و هي توضح
بصورة ضمنية أنّ هذا الطفل الصغير- الذي نطق بالإعجاز- كان عالما و مطلعا على أنّه
ولد نموذجي بين البشر، و أنّه ولد من أمه فقط دون أن يكون للأب دخل في تكونه و
ولادته.
و على كل حال، فبالرغم من أنّ ثقافة العصر الحاضر فيها الكثير من الحديث عن
مقام و مكانة الأم، حتى أنّه خصص يوما و سمي ب (يوم الأم)، إلّا أن التطور الآلي-
و للأسف الشديد- يقطع بسرعة علاقة الآباء و الأمهات بالأولاد بحيث يلاحظ ضعف
الروابط العاطفية بين هؤلاء في السنين المتقدمة من أعمارهم.
و لدينا في الإسلام روايات تثير العجب و الحيرة في هذا الباب، توصي المسلمين
بالأم و تشيد بمكانتها الفائقة الأهمية، و تأمرهم أن يسعوا عمليا- و ليس في الكلام
و حسب- في برّ الوالدين، فنطالع
في حديث عن الإمام الصادق عليه السّلام: «إن رجلا أتى النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال: يا رسول اللّه، من
أبرّ؟ قال: أمك، قال:
ثمّ من؟ قال: أمك، قال: ثمّ من؟ قال: أمك، قال: ثمّ من؟ قال: أباك» [1]!
و
في حديث آخر: أن رجلا أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم للجهاد- حيث لم يكن الجهاد واجبا عينيا- فقال: «أ لك والدة»؟ قال: نعم،
قال: «فألزمها فإنّ الجنّة تحت قدمها» [2].