responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 439

بحوث‌

1- أوضح تصوير عن ولادة عيسى عليه السّلام‌

يمكن إدراك فصاحة و بلاغة القرآن الكريم، و خاصّة في مثل هذه الموارد، و ذلك عند ملاحظة طريقة طرحه لمسألة مهمّة اختلطت بكل تلك الخرافات، في عبارات قصيرة و عميقة، و حية، و غنية المحتوى، و ناطقة تماما، بحيث تطرح جانبا كل أنواع الخرافات.

الملفت للنظر أنّ الآيات المذكورة ذكرت «سبع صفات» ممتازة و «برنامجان» و «دعاء واحد».

فالصفات السبعة عبارة عن كونه «عبدا للّه» و ذكرها في بداية كل الصفات إشارة إلى أن أعلى و أكبر مقام يصله الإنسان هو مقام العبودية.

و بعد ذلك، كونه «صاحب كتاب سماوي» ثمّ «مقام النبوة» (مع العلم أن مقام النبوة لا يقترن دائما بالمجي‌ء بكتاب سماوي).

و بعد مقام العبودية و الإرشاد، ذكر كونه «مباركا» أي مفيدا لوضع المجتمع، و في حديث عن الإمام الصادق عليه السّلام نقرأ أن معنى المبارك: «النفّاع»، أي كثير المنفعة.

ثمّ ذكرت الآيات كونه «بارا بأمه» و في النهاية أنّه «لم يكن جبارا شقيا» بل كان متواضعا، عارفا بالحق، و سعيدا.

و من بين جميع البرنامج الالهي للإنسان تؤكّد الآية على وصية اللّه سبحانه بالصلاة و الزكاة، و ذلك للأهمية الفائقة لهذين الأمرين، لأنّهما رمز الارتباط بالخالق و الخلق، و يمكن تلخيص كل البرامج و الأهداف الدينية و المذهبية فيهما، لأن أحدهما يشخصّ ارتباط الإنسان بالخلق، و الآخر يشخصّ ارتباطه بالخالق.

و أمّا الدعاء الذي دعاه لنفسه، و يرجوه فيه من ربّه في بداية عمره، فهو أن يجعل هذه الأيّام الثلاثة سلاما عليه: يوم الولادة، و يوم الموت، و اليوم الذي‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 439
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست