responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 432

لقد خطرت في ذهن مريم في اللحظات الأولى هذه الأفكار، و تصورت بأن كل وجودها و كيانها و ماء وجهها مهدد بالخطر أمام هؤلاء الناس الجهلاء نتيجة ولادة هذا المولود، و في هذه اللحظات تمنت الموت، و هذا بحد ذاته دليل على أنّها كانت تحب عفتها و طهارتها و تهتم بهما أكثر من روحها، و تعتبر حفظ ماء وجهها أغلى من حياتها.

إلّا أنّ مثل هذه الأفكار ربّما لم تدم إلّا لحظات قصيرة جدّا، و لما رأت ذينك المعجزتين الإلهيتين- انبعاث عين الماء، و حمل النخلة اليابسة- زالت كل تلك الأفكار عن روحها، و غمر قلبها نور الاطمئنان الهدوء.

3- سؤال و جواب‌

يسأل البعض: إنّ المعجزة إذا كانت مختصة بالأنبياء و الأئمّة عليهم السّلام، فكيف ظهرت مثل هذه المعجزات لمريم؟

و قد اعتبر بعض المفسّرين- حلا لهذا الإشكال- هذه المعاجز جزءا من معاجز عيسى تحققت كمقدمة، و يعبرون عن ذلك بالإرهاص.

إلّا أنّه لا حاجة لجواب كهذا أبدا، لأنّه لا مانع مطلقا من ظهور الأمور الخارقة للعادة لغير الأنبياء و الأئمّة، و هذا هو الذي نسميه بالكرامة.

إنّ المعجزة هي عمل يقترن بالتحدي، و تكون مقترنة بادعاء النّبوة و الإمامة.

4- صوم الصمت‌

يدل ظاهر الآيات أعلاه على أنّ مريم كانت مأمورة بالسكوت لمصلحة، و أن تمتنع عن الكلام بأمر اللّه في هذه المدّة المعينة، حيت تتحرك شفتا وليدها عيسى بالكلام و يدافع عن عفتها، و هذا أكثر تأثيرا من كل الجهات.

و يظهر من تعبير الآية أن نذر السكوت كان أمرا معروفا في ذلك المجتمع،

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 432
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست