عن ابن عباس قال: «قالت اليهود لما قال لهم النّبي صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا
قَلِيلًا قالوا: و كيف و قد أوتينا التوراة و من أوتي
التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا؟ فنزل قوله تعالى: قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي
لَنَفِدَ الْبَحْرُ.
و قيل أيضا: قالت اليهود: إنّك أوتيت الحكمة، و من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا
كثيرا، ثمّ زعمت- و المخاطب هنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- أنّك لا
علم لك بالروح؟
فأمره اللّه تعالى أن يجيبهم بأنّي و إن أوتيت القرآن و أوتيتم التوراة فهي
بالنسبة إلى كلمات اللّه تعالى قليلة» [1].
[1]- تفسير القرطبي، المجلد 11- 12،
صفحة 68- 69. و كذلك تفسير الصافي أثناء الحديث عن الآية.