responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 350

و لأنّ «السين» في (سأتلوا) تستخدم عادة للمستقبل القريب، و الرّسول هنا يتحدّث مباشرة إليهم عن ذي القرنين، فمن المحتمل أن يكون ذلك منه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم احتراما و مراعاة للأدب؛ الأدب الممزوج بالهدوء و التروي، الأدب الذي يعني استلهامه للعلم من اللّه تبارك و تعالى، و نقله إلى الناس.

إنّ بداية الآية تبيّن لنا أنّ قصة «ذو القرنين» كانت متداولة و معروفة بين الناس، و لكنّها كانت محاطة بالغموض و الإبهام، لهذا السبب طالبوا الرّسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الإدلاء حولها بالتوضيحات اللازمة.

و في استئناف الحديث عن ذي القرنين يقول تعالى: إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ‌. أي منحناه سبل القوة و القدرة و الحكم.

وَ آتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ سَبَباً.

بالرغم من أنّ مفهوم (السبب) يعني الحبل المستخدم في تسلّق النخيل، الّا أن بعض المفسّرين يحصره في الوسائل المستخدمة في إنجاز الأعمال، إلّا أنّ الواضح من مفهوم الآية أنّ الكلمة المذكورة يراد منها معناها و مفهومها الواسع، حيث أنّ اللّه تبارك و تعالى منح «ذو القرنين» أسباب الوصول لكل الأشياء: العقل، العلم الكافي، الإدارة السليمة، القوّة و القدرة، الجيوش و القوى البشرية، بالإضافة إلى الإمكانات المادية. أي إنّه منح كل الأسباب و السبل المادية و المعنوية الكفيلة بتحقيق الأهداف المنشودة.

ثمّ يشير القرآن بعد ذلك إلى استفادة ذي القرنين من هذه الأسباب و السبل فيقول: فَأَتْبَعَ سَبَباً.

ثمّ‌ حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ‌.

فرأي أنّها تغرب في بحر غامق أو عين ذات ماء آجن: وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ [1].


[1]- (حمئة) تعني في الأصل الطين الأسود ذا الرائحة الكريهة؛ أو الماء الآسن الموجود في المستنقعات. و هذا

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست