بتجميع و ادخار أموال و ثروة كبيرة لمدّة طويلة في حين أن المجتمع بحاجة
إليها، و لكن لو قام أحد الأشخاص بدفن ماله ليوم أو عدّة أيّام (كما هو المتعارف
في الازمنة السابقة بسبب عدم الأمن) ثمّ توفي هذا الشخص بسبب حادثة، فلا يوجد أي
إشكال في مثل هذا الكنز.
7- دروس هذه القصّة
هناك جملة دروس يمكن أن نستفيدها من القصّة، و يمكن لنا أن ندرجها كما يلي:
أ: أهمية العثور على قائد عالم و الاستفادة من علمه، بحيث رأينا أنّ نبيّا من
أولي العزم مثل موسى عليه السّلام يسلك هذا الطريق الطويل، و قد بذل ما بذل
لتحقيقه.
و هذا درس لجميع الناس مهما كان علمهم و في أي عمر كانوا.
ب: جوهرة العلم الإلهي تنبع من العبودية للّه تعالى، كما قرأنا في الآيات
أعلاه في قوله تعالى: عَبْداً مِنْ عِبادِنا
عَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً.
ج: يجب تعلم العلم للعمل، كما يقول موسى عليه السّلام لصاحبه مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً أي علمني عملا يقربني من هدفي و مقصدي، فأنا لا أطلب العلم لنفسه، بل للوصول
إلى الهدف.
د: يجب عدم الاستعجال في الأعمال، إذ العديد من الأمور تحتاج إلى الفرص
المناسبة (الأمور مرهونة بأوقاتها) خاصّة في القضايا المهمّة، و لهذا السبب، فإنّ
الرجل العالم قد ذكر سرّ أعماله لموسى في الفرصة المناسبة.
ه: الظاهر و الباطن من المسائل المهمّة الأخرى التي نتعلمها من القصة، إذ يجب
علينا أن لا نصدر أحكاما سريعة تجاه الحوادث التي تقع في مجرى حياتنا مما قد لا
يعجبنا. إذ ما أكثر الحوادث التي نكرهها، و لكن يتّضح بعد مدّة أنّ هذه الحوادث لم
تكن سوى نوع من الألطاف الخفية الإلهية. و القرآن يصرّح بمضمون