responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 277

لديهم من قوة و قدرة، و يتصاعد انحرافهم إلى الشرك و عبادة الأصنام و الكفر و إنكار المعاد، لأنّهم يعبدون القدرة المادية و يجعلونها صنما دون سواها.

2-

دروس و عبر

هذا المصير المقترن بالعبرة و الذي ذكر هنا بشكل سريع يتضمّن بالإضافة إلى الدرس الآنف، دروسا أخرى ينبغي أن نتعلمها، و هذه الدروس هي:

أ: مهما كانت نعم الدنيا المادية كبيرة و واسعة، فإنّها غير مطمئنة و غير ثابتة، فصاعقة واحدة تستطيع في ليلة أو في لحظات معدودة أن تبيد البساتين و المزارع التي يكمن فيها جهد سنين طويلة من عمر الإنسان، و تحيلها إلى تل من تراب و رماد و أرض يابسة زلقة.

إنّ زلزلة واحدة خفيفة يمكن أن تقضي على العيون الفّوارة التي هي الأصل في هذه الحياة، بالشكل الذي لا يمكن معه ترميمها أبدا.

ب: إنّ الأصدقاء الذين يلتفون حول الإنسان بغرض الإفادة من إمكاناته المادية هم بدرجة من اللامبالاة و على قدر من الغدر و الخيانة بحيث أنّهم يتخلّون عنه في نفس اللحظة التي تزول فيها إمكاناته المادية و يتركونه وحيدا لهمومه: وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ‌.

هذا النوع من الأحداث الذي طالما سمعنا و رأينا له نماذج تبرهن على أنّ الإنسان لا يملك سوى التعلق باللّه وحده، و أنّ الأصدقاء الحقيقيين و الأوفياء للإنسان هم الذين تصنعهم الروابط و العلائق المعنوية، إذ يستمر ودّ هؤلاء في حال الفقر و الثروة، في الشباب و الشيبة، في الصحة و المرض، في العز و الذلة، بل و تستمر مودّة هؤلاء إلى ما بعد الموت! ج: لا فائدة من الصحوة بعد نزول البلاء:

لقد أشرنا مرارا إلىّ أنّ اليقظة الإجبارية لدى الإنسان ليست دليلا على يقظة

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست