لديهم من قوة و قدرة، و يتصاعد انحرافهم إلى الشرك و عبادة الأصنام و الكفر و
إنكار المعاد، لأنّهم يعبدون القدرة المادية و يجعلونها صنما دون سواها.
2-
دروس و عبر
هذا المصير المقترن بالعبرة و الذي ذكر هنا بشكل سريع يتضمّن بالإضافة إلى
الدرس الآنف، دروسا أخرى ينبغي أن نتعلمها، و هذه الدروس هي:
أ: مهما كانت نعم الدنيا المادية كبيرة و واسعة، فإنّها غير مطمئنة و غير
ثابتة، فصاعقة واحدة تستطيع في ليلة أو في لحظات معدودة أن تبيد البساتين و
المزارع التي يكمن فيها جهد سنين طويلة من عمر الإنسان، و تحيلها إلى تل من تراب و
رماد و أرض يابسة زلقة.
إنّ زلزلة واحدة خفيفة يمكن أن تقضي على العيون الفّوارة التي هي الأصل في هذه
الحياة، بالشكل الذي لا يمكن معه ترميمها أبدا.
ب: إنّ الأصدقاء الذين يلتفون حول الإنسان بغرض الإفادة من إمكاناته المادية
هم بدرجة من اللامبالاة و على قدر من الغدر و الخيانة بحيث أنّهم يتخلّون عنه في
نفس اللحظة التي تزول فيها إمكاناته المادية و يتركونه وحيدا لهمومه: وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ
اللَّهِ.
هذا النوع من الأحداث الذي طالما سمعنا و رأينا له نماذج تبرهن على أنّ الإنسان
لا يملك سوى التعلق باللّه وحده، و أنّ الأصدقاء الحقيقيين و الأوفياء للإنسان هم
الذين تصنعهم الروابط و العلائق المعنوية، إذ يستمر ودّ هؤلاء في حال الفقر و
الثروة، في الشباب و الشيبة، في الصحة و المرض، في العز و الذلة، بل و تستمر مودّة
هؤلاء إلى ما بعد الموت! ج: لا فائدة من الصحوة بعد نزول البلاء:
لقد أشرنا مرارا إلىّ أنّ اليقظة الإجبارية لدى الإنسان ليست دليلا على يقظة