شخص ما، فمن الأفضل أن يكون اللّه سبحانه محط أنظاره، و موقع آماله، و من
الأفضل أن يتعلق بلطفه تعالى و إحسانه.
بحثان
1- غرور الثروة
في هذه القصّة نشاهد تجسيدا حيا لما نطلق عليه اسم غرور الثروة، و قد عرفنا
أنّ هذا الغرور ينتهي أخيرا إلى الشرك و الكفر. فعند ما يصل الأفراد الذين يعيشون
حياتهم بلا غاية و هدف إيماني إلى منزلة معينة من القدرة المالية أو الوجاهة
الاجتماعية، فإنّهم في الغالب يصابون بالغرور. و في البداية يسعون إلى التفاخر
بإمكاناتهم على الآخرين و يعتبرونها وسيلة تفوّق، و يرون من التفاف أصحاب المصالح
حولهم دليلا على محبوبيتهم، و قد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بقوله: أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَ أَعَزُّ نَفَراً.
و يتبدّل حبّ هؤلاء للدنيا تدريجيا بفكرة الخلود فيها: ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً.
إنّ ظنّهم بخلود ثرواتهم المادية يجعلهم ينكرون المعاد للتضاد الواضح بين ما
هم فيه و بين مبدأ البعث و المعاد، فيكون لسان حالهم: وَ ما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً.
و الأنكى من ذلك هو أنّهم يعتبرون مقامهم و وجاهتهم في هذه الدنيا دليلا على
قرب مقامهم من محضر القدس الإلهي، فيقولون: وَ
لَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً.
هذه المراحل الأربع نجدها واضحة في حياة أصحاب القدرة من عبيد الدنيا، مع
فوارق نسبية فيما بينهم، فيبدأ مسيرهم الانحرافي من الاغترار بما