responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 274

و الزرع المثمر، حيث أحاط العذاب الإلهي بتلك المحصولات من كل جانب:

وَ أُحِيطَ بِثَمَرِهِ‌.

«أحيط» مشتقّة من «إحاطة» و هي في هذه الموارد تأتي بمعنى (العذاب الشامل) الذي تكون نتيجته الإبادة الكاملة.

و عند الصباح جاء صاحب البستان و تدور في رأسه الأحلام العديدة ليتفقد و يستفيد من محصولات البستان، و لكنّه قبل أن يقترب منه واجهه منظر مدهش و موحش، بحيث أنّ فمه بقي مفتوحا من شدة التعجّب، و عيناه توقفتا عن الحركة و الاستدارة.

لم يكن يعلم بأنّ هذا المنظر يشاهده في النوم أم في اليقظة! الأشجار جميعها ساقطة على التراب، النباتات مدمّرة، و ليس ثمّة أي أثر للحياة هناك! كان الأمر بشكل و كأنّه لم يكن هناك بستان و لا أراضي مزروعة، كانت أصوات (البوم)- فقط- تدوي في هذه الخرائب، قلبه بدأ ينبض بقوّة، بهت لونه، يبس الماء في فمه، و تحطّم الكبرياء و الغرور اللذان كانا يثقلان نفسه و عقله.

كأنّه صحا من نوم عميق: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى‌ ما أَنْفَقَ فِيها وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى‌ عُرُوشِها.

و في هذه اللحظة ندم على أقواله و أفكاره الباطلة: وَ يَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً.

و الأكثر حزنا و أسفا بالنسبة له هو ما أصبح عليه من الوحدة في مقابل كل هذه المصائب و الابتلاءات: وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ‌.

و لأنّه فقد ما كان يملكه من رأس المال و لم يبقي لديه شي‌ء آخر، فإنّ مصيره: وَ ما كانَ مُنْتَصِراً.

لقد انهارت جميع آماله و ظنونه الممزوجة بالغرور، لقد أدت الحادثة إلى انتهاء كل شي‌ء، فهو من جانب كان يقول: إنّي لا أصدق بأنّ هذه الثروة العظيمة

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست