responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 22

7- تخوّف المشركين من نداء التوحيد

في الآيات السابقة عرفنا كيف أنّ المشركين كانوا يتخوفون من نداء التوحيد و كانوا يفرون منه، لأنّ أساس حياتهم قائم على الشرك و عبادة الأصنام، و كل النظم التي كانت تحكم مجتمعاتهم كانت تقوم على أساس قواعد الشرك و أصوله.

إذن، فالتوحيد لا ينسف عقائدهم المذهبية و حسب، بل يهدم نظامهم الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي و الثقافي الذي يقوم على أساس الشرك.

فالحكومة مثلا ستكون بيد المستضعفين، و ستسقط حكومة المستكبرين، و سينتهي التقسيم الطبقي، و الاستغلال و غيرها من الظواهر السلبية التي تعتبر بأجمعها نتائج للأنظمة الكافرة. لذا فإنّ زعماء الشرك كانوا يحاولون- بقوة- ألّا يصل صوت التوحيد إلى آذان الآخرين، و لكنّهم- كما تشير الآيات القرآنية- كانوا يظلمون المستضعفين و كانوا يظلمون أنفسهم أيضا، لأنّ أي ظالم و منحرف إنّما يحفر قبره بيده.

و الطّريف أن القرآن يقول: إنّ هؤلاء المشركين، و لأجل تبرير فجورهم و استمرار كفرهم كانوا يسألون دوما عن موعد يوم القيامة متى تقوم: بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ [1] و هذه إشارة إلى تهربهم من تحمّل المسؤولية.


[1]- سورة القيامة، الآيتان 5، 6.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست