الخالق تسبح في فضائه، ليس هناك وجود للأصنام من أي نوع كانت، و لا يصل طوفان
ظلم الجبارين إلى هذا الكهف.
هؤلاء الفتية الموحدون تركوا الدنيا الملوثة الواسعة و التي كان سجنا لأرواحهم
و ذهبوا إلى غار مظلم جاف. و فعلهم هذا يشبه فعل النّبي يوسف عليه السّلام حين
أصروا عليه أن يستسلم لشهوة امرأة العزيز الجميلة، و إلّا فالسجن الموحش المظلم
سيكون في انتظاره، لكن هذا الضغط زاد في صموده و قال متوجها إلى ربّه العظيم: رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي
إِلَيْهِ وَ إِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَ[1].