قد يطرح هنا هذا السؤال: كيف يكون حمد الخالق في الآية أعلاه في قبال الصفات
السلبية، في حين أنّنا نعلم بأنّ (الحمد) هو في قبال الصفات الثبوتية كالعلم و
القدرة، أمّا صفات مثل نفي الولد و الشريك و الولي فهي تتلاءم مع التسبيح فكيف مع
الحمد؟
في الجواب على هذا السؤال نقول: بالرغم من أنّ طبيعة الصفات السلبية و
الثبوتية تختلف بضعها عن بعض و إنّ إحداهما تتلاءم مع التسبيح و الأخرى تتلاءم مع
الحمد، إلّا أنّه في الوجود الخارجي (العيني) يكون الاثنان لازمين و ملزومين، فنفي
الجهل عن الخالق يكون ملازما لإثبات العلم له، كما أنّ إثبات العلم لذاته جلّ و
علا ملازم لنفي الجهل.
و على هذا الأساس فلا مانع تارة من ذكر اللازم و أخرى من ذكر الملزوم.
كما ذكر التسبيح في بداية هذه السورة لأمر في قوله: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ
الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى.
دعاء الختام: إلهي املأ قلوبنا بنور العلم حتى نخضع لعظمتك، و نؤمن بما وعدت،
و نلتزم ما أمرت، لا نعبد غيرك، و لا نتوكل إلّا عليك.
إلهنا، وفقنا في حياتنا اليومية في أن لا نخرج عن حدّ الاعتدال، و أن نبتعد عن
كل إفراط و تفريط.