responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 177

التّفسير

آخر الذرائع و الأغذار

بعد سلسلة من الذرائع التي تشبث بها المشركون امام دعوة الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، نصل مع الآيات التي بين أيدينا إلى آخر ذريعة لهم، و هي قولهم: لماذا يذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الخالق بأسماء متعدّدة بالرغم من أنّه يدّعي التوحيد. القرآن ردّ على هؤلاء بقوله: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‌. إنّ هؤلاء عميان البصيرة و القلب، غافلون عن أحداث و وقائع حياتهم اليومية حيث كانوا يذكرون أسماء مختلفة لشخص واحد أو لمكان واحد، و كل اسم من هذه الأسماء كان يعرّف بشطر أو بصفة من صفات ذلك الشخص أو المكان.

بعد ذلك، هل من العجيب أن تكون للخالق أسماء متعدّدة تتناسب مع أفعاله و كمالاته و هو المطلق في وجوده و في صفاته و المنبع لكل صفات الكمال و جميع النعم، و هو وحده عزّ و جلّ الذي يدير دفة هذا العالم و الوجود؟

أساسا، فانّ اللّه تعالى لا يمكن معرفته و مناجاته باسم واحد إذ ينبغي أن تكون أسماؤه مثل صفاته غير محدودة حتى تعبّر عن ذاته، و لكن لمحدودية ألفاظنا- كما هي أشياؤنا الأخرى أيضا- لا نستطيع سوى ذكر أسماء محدودة له، و إنّ معرفتنا مهما بلغت فهي محدودة أيضا، حتى أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو من هو في منزلته و روحه و علو شأنه، نراه‌

يقول: «ما عرفناك حق معرفتك».

إنّ اللّه تعالى في قضية معرفتنا إيّاه لم يتركنا في أفق عقولنا و درايتنا الخاصّة، بل ساعدنا كثيرا في معرفة ذاته، و ذكر نفسه بأسماء متعدّدة في كتابه العظيم، و من خلال كلمات أوليائه تصل أسماؤه- تقدس و تعالى- إلى ألف اسم.

و طبيعي أنّ كل هذه أسماء اللّه، و أحد معاني الأسماء العلّامة، لذا فإنّ هذه علامات على ذاته الطاهرة، و جميع هذه الخطوط و العلامات تنتهي إلى نقطة

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست