الآيات السابقة تحدّثت عن تذرّع المشركين- أو قسم منهم- في قضية التوحيد، أمّا
الآيات التي نبحثها فإنّها تشير إلى ذريعة عامّة في مقابل دعوة الأنبياء، حيث
تقول: وَ ما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا
إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا أَ بَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا.
هل يمكن التصديق بأنّ هذه المهمّة و المنزلة الرفيعة تقع على عاتق الإنسان ...
ثمّ و الكلام للمشركين- ألم يكن الأولى و الأجدر أن تقع هذه المهمّة- و هذه
المسؤولية- على عاتق مخلوق أفضل كالملائكة- مثلا- كي يستطيعوا أداء هذه المهمّة
بجدارة ... إذ أين الإنسان الترابي و الرسالة الإلهية؟! إنّ هذا المنطق الواهي
الذي تحكيه الآية على لسان المشركين لا يخص