responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 100

لديه أكثر، و هذا المثال يكشف عن أنّه لا يوجد اختلاف في المادة الإلهية نفسها (المعنى هنا القرآن الكريم) بل الاختلاف في أمزجة و أفكار و استعداد الإنسان المتلقي.

فالآيات القرآنية طبقا للمثال، هي كقطرات الماء التي تكون سببا في إنبات الورود في البساتين، بينما تنبت الأشواك في الأرض السبخة.

و لهذا السبب ينبغي أن تتهيأ مسبقا الأرضية حتى تتم الاستفادة من القرآن، إضافة إلى أنّ فاعلية الفاعل يشترط فيها قابلية المحل كما يصطلح.

و هنا تتّضح الإجابة على السؤال الذي يقول: كيف لا يهدي القرآن أمثال هؤلاء الأشخاص في حين أنّه كتاب هداية؟ إذ لا ريب أنّ القرآن قادر على هداية الضالين، و لكن بشرط أن يبحث هؤلاء عن الحق، و يكونوا في مستوى قبوله و الإذعان له. أمّا واقع المعاندين و أعداء الحق فإنّه يكشف عن تعامل هؤلاء سلبيا مع القرآن، و لذلك لا يستفيدون من القرآن، بل يزداد عنادهم و كفرهم، لأنّ تكرار الذنب يكرس في روح الإنسان حالة الكفر و العناد.

4- القرآن دواء ناجع لكل الأمراض الاجتماعية و الأخلاقية

إنّ الأمراض الروحية و الأخلاقية لها شبه كبير بالأمراض الجسمية للإنسان، فالإثنان يقتلان، و الاثنان يحتاجان إلى طبيب و علاج و وقاية، و الاثنان قد يسريان للآخرين، و يجب في كل منهما معرفة الأسباب الرئيسة ثمّ معالجتها.

و في كل منهما قد يصل الحال بالمصاب الى عدم امكانية العلاج، و لكن في أكثر الأحيان يتم علاجها و الشفاء منها، إلّا أنّ العلاج قد لا ينفع في أحيان أخرى.

إنّه شبه جميل و ذو معاني متعدّدة؛ فالقرآن يعتبر و صفة شفاء للذين يريدون محاربة الجهل و الكبر و الغرور و الحسد و النفاق ... القرآن و صفة شفاء لمعالجة الضعف و الذّلة و الخوف و الاختلاف و الفرقة. و كتاب اللّه الأعظم و صفة شفاء

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست