responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 99

التّفسير

قصة قوم صالح و ما فيها من عبر

في هذه الآيات جاءت الإشارة إلى قيام «صالح» النّبي الإلهي العظيم في قومه «ثمود» الذين كانوا يسكنون في منطقة جبلية بين الحجاز و الشام، و بهذا يواصل القرآن أبحاثه السابقة الغنية بالعبر حول قوم نوح و هود.

و قد أشير إلى هذا القصة أيضا في سورة: «هود» و «الشعراء» و «القمر» و «الشمس» و جاءت بصورة أكثر تفصيلا في سورة «هود» أمّا هذه الآيات فقد أوردت ما دار بين صالح عليه السلام و قومه قوم ثمود، و عن مصيرهم، و عاقبة أمرهم بصورة مختصرة.

فيقول تعالى في البداية: وَ إِلى‌ ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً.

و قد مر بيان العلة في إطلاق لفظة «الأخ» على الأنبياء عند تفسير الآية (65) من نفس هذه السورة في قصة هود.

و لقد كانت أوّل خطوة خطاها نبيّهم صالح في سبيل هدايتهم، هي الدعوة إلى التوحيد، و عبادة اللّه الواحد قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ‌.

ثمّ أضاف: إنّه لا يقول شيئا من دون حجة أو دليل، بل قد جاء إليهم ببيّنة من ربّهم‌ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً.

و «النّاقة» أنثى الإبل، و قد أشير إلى ناقة صالح في سبعة مواضع من القرآن الكريم‌ [1] و أمّا حقيقة هذه الناقة، و كيف كانت معجزة صالح الساطعة، و آيته المفحمة لقومه، فذلك ما سنبحثه في سورة هود، في ذيل الآيات المرتبطة بقوم ثمود بإذن اللّه.


[1] قال الطبرسي في المجمع: الناقة أصلها من التوطئة و التذليل بعير منوق أي مذلل موطأ، و لعل إطلاقها على أثنى الإبل لكونها أكثر ذلولا للامتطاء و الركوب.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست