التجربة أثبتت أنّ الإنسان إذا بقي في الظلام مدة طويلة، أو أغمض عينيه لسبب
من الأسباب و امتنع عن النظر مدة من الزمن، فإنّه سيفقد قدرته على الرؤية تدريجا و
سيصاب بالعمى في النهاية.
و هكذا سائر أعضاء البدن إذا تركت الفعالية و العمل مدّة من الزمن يبست و
تعطلت عن العمل نهائيا.
و بصيرة الإنسان هي الأخرى غير مستثناة عن هذا القانون، فالتغاضي المستمر عن
الحقائق، و عدم استخدام العقل و التفكير في فهم الحقائق و الواقعيات بصورة مستمرة،
يضعف بصيرة الإنسان تدريجا إلى أن تعمى عين القلب و العقل في النهاية تماما.
هذه لمحة عن قصة نوح، و أمّا بقية هذه القصّة و كيفية وقوع الطوفان و تفاصيلها
الأخرى، فسوف نشير إليها في السور التي أشرنا إليها في مطلع هذا البحث.