responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 577

فإنّ بعض المفسّرين سعى لأن يعدّ هذا الفرار أمرا طبيعيا.

يقول صاحب تفسير المنار ما ملخصه: لما رشق العدوّ المسلمين بسهامه، كان جماعة قد التحقوا بالمسلمين من مكّة، و فيهم المنافقون و ضعاف الإيمان و الطامعون «للغنائم» ففرّ هؤلاء جميعا و تقهقروا إلى الخلف، فاضطرب باقي الجيش طبعا، و حسب العادة- لا خوفا- فقد فرّوا أيضا، و هذا أمر طبيعي عند فرار طائفة فإنّه يتزلزل الباقي منهم فيفر أيضا- ففرارهم لا يعني ترك النّبي و عدم نصرته أو تسليمه بيد عدوه، حتى يستحقوا غضب اللّه!! [1] و نحن لا نعلّق على هذا الكلام، لكن نتركه للقراء ليحكموا فيه حكمهم.

كما ينبغي أن نذكر هذه المسألة و هي أنّ «صحيح البخاري» حين يتكلم عن الهزيمة و فرار المسلمين ينقل ما يلي:

فإذا عمر بن الخطاب في الناس، و قلت: (الراوي): ما شأن الناس؟ قال: أمر اللّه، ثمّ تراجع الناس إلى رسول اللّه‌ [2].

غير أننا تجرّدنا من الأحكام المسبقة، و التفتنا إلى القرآن الكريم، وجدناه لا يذم جماعة بعينها، بل يذم جميع الفارين.

و لا ندري ما الفرق بين قوله تعالى‌ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ‌ حيث قرأنا هذه العبارة في الآيات محل البحث، و بين عبارة أخرى وردت في الآية (16) من سورة الأنفال إذ تقول‌ وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى‌ فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ‌؟! فبناء على ذلك لو ضممنا الآيتين بعضهما إلى بعض لعرفنا أنّ المسلمين ارتكبوا خطأ كبيرا يومئذ إلّا القليل منهم، غاية ما في الأمر أنّهم تابوا بعدئذ و رجعوا.


[1] راجع تفسير المنار، و إقرار التفصيل فيه، ج 1، الصفحات 262 و 263 و 265.

[2] المصدر السابق.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 577
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست