responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 572

الايمان و الذين يحجبهم التعلّق بالمال و الولد و الأزواج و ما إلى ذلك عن الجهاد في سبيل اللّه، فلا ينبغي أن يقلق المؤمنون المخلصون من هذا الأمر، و عليهم أن يواصلوا طريقهم، لأنّ اللّه لم يتخلّ عنهم يوم كانوا قلة، كما هو الحال في معركة بدر، و لا يوم كانوا كثرة- مل‌ء العين (كما في معركة حنين) و قد أعجبتهم الكثرة فلم تغن عنهم شيئا، لكن اللّه سبحانه أنزل جنودا لم تروها، و عذب الذين كفروا، فاللّه في الحالين ينصر المؤمنين و يرسل إليهم مدده ...

لهذا فإن الآية الأولى من الآيات محل البحث تقول‌ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ.

و المواطن جمع الموطن، و معناه المحل الذين يختاره الإنسان للسكن الدائم، أو المؤّقت، إلّا أن من معانيه أيضا ساحة الحرب و المعركة، و ذلك لأنّ المقاتلين يقيمون في مكان الحرب مدّة قصيرة أو طويلة أحيانا.

ثمّ تضيف الآية معقبة وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ‌ و كان جيش المسلمين يوم حنين زهاء اثني عشر ألفا، و قال بعض المؤرخين: كانوا عشرة آلاف أو ثمانية آلاف، غير أنّ الرّوايات المشهورة تؤيد ما ذكرناه آنفا، إذ تقول:

إنّهم كانوا اثني عشر ألفا، و هذا الرقم لم يسبق له مثيل في الحروب الإسلامية قبل ذلك الحين، حتى اغترّ بعض المسلمين و قالوا: «لن نغلب اليوم».

إلّا أنّه- كما سنبيّن الموضوع في الحديث على غزوة حنين- قد فرّ كثير من المسلمين ذلك اليوم، لكونهم جديدي عهد بالإسلام و لم يتوغل الإيمان في قلوبهم فانكسر جيش المسلمين في البداية و كاد العدوّ أن يغلبهم لولا أن اللّه أنزل بلطفه مدده و جنوده فنجّاهم.

و يصور القرآن هذه الهزيمة بقوله‌ وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ‌.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 572
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست